يعدّ قطاع التعليم في طليعة القطاعات التي تحاول الدول الكبرى أن توظّف التقنيات الجديدة في خدمته، إذ يعوّل على التعليم من أجل النهوض والتطوّر وتبنى عليه الرؤى المستقبلية. وتعدّ إنترنت الأشياء إحدى أهمّ وجهات التقنية التي تمثّل ثورة جديدة في عالم التقنية التي بدأت بعض المؤسسات الأكاديمية والدول في توظيفها خدمة لقطاع التعليم. تقوم فكرة إنترنت الأشياء على ربط عدد لا نهائيّ من الأشياء ببعضها بواسطة الإنترنت، مع توفير الدعم التقني اللازم لهذه الأشياء للقيام بمهام محدّدة على نحو دقيق، ضمن منظومة تتيح لها التفاعل وتبادل المعلومات فيما بينها. وفي إطار التعليم توفّر هذه التقنية منصّة غنيّة ومرنة للطلاب والمدرسين والإداريين وغيرهم، للاستكشاف والتعلّم والتفاعل مع المنظومة التعليمية في بيئة فائقة الذكاء. تهدف هذه الدراسة إلى استعراض التطور التاريخي لإنترنت الأشياء، وتقديم تصوّر عام عن ماهيتّها، ومفاهيمها وأسسها التقنية وتطبيقاتها، وذلك لإبراز الحدود التي يمكن أن يتم في إطارها الاستفادة من هذه التقنية في مجال التعليم، وذلك عن طريق دمج إنترنت الأشياء بنموذج ICampus ومختبرات المعيشة التي ستوضّح الدراسة مفاهيمها وآليات عملهما، ومن ثمّ إطار دعم التعليم بالمؤسسات التعليمية من خلال المحاور الآتية : الصناديق الذكية Smart-Box ، إنترنت الأشياء كإطار للتدريس، و نموذج التعليم . وأخيراً، تقدّم الدراسة توصيات متعلّقة بمدى حاجة المؤسسات التعليمية إلى الاستفادة من التقنية بشكل عام، وإنترنت الأشياء بشكل خاص، وما هي الأسس الواجب توافرها لتحقيق ذلك.