أدت الألقاب دورًا كبيرًا في تاريخ الدول الإسلامية قديمًا وحديثًا، وتعددت تلك الألقاب وتباينت من دولة لأخرى ومن عصر لآخر، وحرص الخلفاء والسلاطين والأمراء المسلمون على اتخاذ ألقاب لها دلالاتها الدينية والسياسية والاجتماعية، والتي عكست ظهور مَنْ تلقب بها في صورة حماة الدين والعقيدة، وأنهم خلفاء الـلـه في الأرض والمجاهدون في سبيله، والقائمون على أمر الأمة الإسلامية ومصالح مواطنيها. فالألقاب تُعَدّ من شارات الحكم التي يحرص على اتخاذها الحكام والأمراء المسلمين، وقد عكست هذه الألقاب توجهات الحكام وسياستهم، كما مثلت صدًا للأحداث السياسية والعسكرية وأحيانًا الاجتماعية للفترة التاريخية التي يحكم فيها كل أمير أو سلطان. وهذا ما وضح بشكل جلي في ألقاب حكام الغرب الإسلامي بشكل عام _كالأغالبة والرستميين والأدارسة والفاطميين_، وألقاب الحكام الحفصيون بشكل خاص. فقد تلقب حكام الدولة الحفصية بعديد من الألقاب التي تماشت والأوضاع التي اكتنفت فترة كل حاكم والتي عكست الفترات والأطوار المتباينة التي عاشتها الدولة الحفصية من قوة وازدهار أو ضعف وانهيار في كافة مناحي الحياة. ومنها ألقاب العبودية لـلـه، والألقاب الأميرية، والألقاب الخلافية، وألقاب الإمامة، والألقاب الملكية، والألقاب السلطانية، وغيرها.