حققت تجربة الشّعر الجديد في الجزائر حضوراً ماثلاً وبالغاً في عملية الإبداع الشّعريّ المعاصر، ولما يحمله هذا الأخير من إيماءات وإيحاءات وإضاءات فنية، وكثافات شعرية وجمالية حديثة ذات المغزى الدلالي (الرمزي)، الذي يكمن تأثيره وتفاعله في نفس القارئ المتلقي، ويتبين أنّ التجربة الشّعريّة الجزائرية المعاصرة تميزت بتمظهرات فنية وجمالية راقية، أدت بها إلى ارتقاء مستوى لغتها الشّعريّة وتكثيفها العالي والعميق الذي يثمر ويثري النصّ الإبداعي بدلالات جديدة ومتعددة، تستدعي من الذات القارئة استكناه معنى المعنى، وفك الرموز والشفرات الإبداعية خلال عملية القراءة، حيث تغدو جمالية اللغة ومميزاتها أساسا فاعلاً في عملية الإنتاج الشّعريّ الإبداعيّ، وبذلك فاللغة أساس الشّاعر (المبدع) ومصدر إبداعه ومعيار تطلعاته الفكرية ورؤاه المعاصرة.