تتعامل المنظمات في وقتنا الراهن مع ظروف بيئية تتسم بالديناميكية وسرعة التغيير وحدّته، وإزاء هذه البيئة المتغيرة وجب على القائمين عليها تبني إستراتيجيات تسمح لها بمواجهة التهديدات البيئية والمحافظة على موقعها التنافسي وتطويره. ولعل من أهم مصادر الميزة التنافسية التي يمكن أن تحقق هذا الرهان لهذا النوع من المنظمات، جودة المنتجات التي تقدمها للزبون سواء كانت خدمات أو سلعاً، وهذا ما يستلزم على المشرفين عليها تبني مداخل إدارية يكون محورها جودة الأداء، من خلال التأثير على العمليات داخل المنظمة. إلا أن التعديل الجزئي في العمليات قد لا يأتي بنتائج تحقق لهذا النوع من المنظمات الموقع التنافسي المستهدف، لذلك لا بد من إعادة التفكير بشكل جذري في العمليات المختلفة التي تتم في المنظمة خاصة منها تلك المرتبطة بجودة الأداء، وإعادة تصميمها بالاعتماد على إستراتيجية للتغيير تنبني على أساليب حديثة على غرار إعادة الهندسة الإدارية وإدارة الجودة الشاملة.... لذلك سيكون الأداء محور هذه الدراسة من خلال بيان أهم الاستراتيجيات والمداخل المتبعة في تطوير المنظمات و بيان أهمية الأخذ بالمبدأ الشمولي لتلك الاستراتيجيات مع مراعاة التداخل والاعتمادية بين مختلف العناصر التي تكون أساسيات التنظيم؛ لان التغيير في أي عنصر سوف يظهر أثره على باقي العناصر الأخرى.