يعد الشعر الصوفي ممارسة عرفانية ونصية ، طرحت عبر تاريخها الممتد تعددية المعنى ولانهائيته لكونها تجربة كشفية ذوقية . وقد اجتهد النقاد وغيرهم في فهم هذا النوع من الخطاب وحاولوا مقاربته بغرض تسهيله على المتلقي - الذي يبدو له خطابا فاتنا، شاطحا يتمحور حول المساس بالمقدس- هذا ما تعكسه المنجزات المقدمة في الموضوع والتي أخذت حيزا لا بأس به في المكتبة العربية على وجه الخصوص ولعل الكشف عن دلالات هذا النوع من الشعر وجمالياته، وتقريب فهمه قد استفاد من عدة مقاربات كالمقاربة التأويلية الأمر الذي يبعث على الاهتمام فالتساؤل ثم التفكير في العقبات والحيرة التي يواجهها المقارب للخطاب الشعري الصوفي . وعلى هذا الأساس سيحاول هذا البحث إماطة اللثام عن التعارض الذي يقع فيه مطبق التأويلية ، وهو يقارب الشعر الصوفي خاصة وأن هذا النص له خصوصيته وواقعه الثقافي واللغوي الذي أنتج فيه، وقد استأنسنا في تبيان هذه العقبات ببعض الدراسات والأبحاث التي وظفت التأويلية في قراءتها لهذا الشعر.