ظلت جهود تحليل العلاقات الدولية في الإسلام (فكراً وحركة)، لعقود طويلة تتسم بالفردية ومحدودية التأثير، وتبعثر الجهود، دون وجود إطار حاكم يجمعها، يقنن مضامين ومستويات الحركة، ويستخرج القواعد الحاكمة لهذه العلاقات من كتاب الـلـه وسنة نبيه، حتى جات فكرة مشروع "العلاقات الدولية في الإسلام"، والتي تبلورت في مايو 1987، برعاية من المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وإشراف وتنفيذ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، وعُهد برئاسة فريق العمل إلى الأستاذة الدكتورة نادية محمود مصطفى، رئيس قسم العلوم السياسية، بكلية الاقتصاد، وبدأ تشكيل الفريق البحثي في يناير 1988، واستمرت عمليات النقاش والتحليل والاتفاق والبحث والجمع نحو خمس سنوات، وعمليات الصياغة نحو 5 سنوات أخرى.وأمام أهمية هذا المشروع باعتباره الأضخم في تاريخ الفكر الإسلامي، لتطوير الدراسات القرآنية في مجال العلاقات الدولية، تأتي هذه الدراسة لتحليل أبعاد هذا المشروع ومستوياته، وأهدافه ودوافعه، وآليات تنفيذه ومخرجاته، وكيف يمكن أن يشكل أرضية صلبة لمزيد من تطوير الدراسات القرآنية في مجال العلاقات الدولية