"لقد صار الناس يشعرون براحة حقا ليس فقط بتبادلهم لمزيد من المعلومات وبأنواع مختلفة ولكن بصراحة أكثر مع الآخرين، وتلك القاعدة الاجتماعية هي مجرد شيء قد تطور على مر الزمن" هكذا صرح مارك زوكربيج مؤسس موقع فيس بوك للتواصل، فقد ارتبط على الدوام نمط حضارة خاصة بمجتمع معين، بطريقة تواصل ذلك المجتمع بل إن ثقافة ذلك المجتمع نابعة من طريقة اتصالهم وتواصلهم. فمع تسارع وتيرة الحياة كان لا بد من تسارع وتيرة ذلك التواصل ليتواكب معه، خاصة مع دخول عصر التواصل عبر الانترنت تطورت ثقافة المجتمع تبعا له. ليظهر أخيرا التواصل عبر الشبكات الاجتماعية كتطور طبيعي للحضارة البشرية، ولتظهر ثقافة جديدة مع هذا النوع من التواصل ذو البعد الاجتماعي الخاص، فقد سهل التواصل بين الأفراد وفتح لهم آفاقا جديدة لتشكل شخصياتهم وعاداتهم الاجتماعية حول ثقافة الشبكات الاجتماعية والتواصل عبر الانترنت، لذلك كان لهذه الثقافة تأثيرات ايجابية وسلبية على طبائعهم وثقافاتهم، وسواء أرادوا حدوث ذلك الأثر أم لا، إلا أن مجرد انضمامهم لموقع التواصل فإنهم ينضمون ضمنيا إلى ثقافة الموقع أو ثقافة ذلك المجتمع الالكتروني الذي صاروا جزءا منه. خبراء عصر المعلومات يجمعون اليوم على أن العقود القليلة القادمة قد تشهد تحولا مدهشا للعالم إلى مدينة ذكية صغيرة، مع ربطها بالكامل بالأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي، فقد أسفرت تقنية الاتصال هذه (الانترنت) عن انفجار النظام الإعلامي الحديث من حيث أن الانترنت حول هذا النظام إلى نظام لامركزي بدءا من البث أو الإرسال على التلقي أو الاستقبال. وقد أتاحت هذه التقنية الرقمية إمكانات لا يشملها عد ولا يحيط بها حصر، فالتكنولوجيا الرقمية ما هي إلا طفرة تكنولوجية وثورة في وسائل الاتصال، انتقلت على إثرها من التكنولوجيا التماثلية إلى طور انفتحت فيه أبواب عالم جديد هو العالم الافتراضي. لقد تغيرت بفضلها أنظمة المعرفة وأنظمة الاتصال رأسا على عقب فأمكن الاستعاضة عن الكتاب الورقي بالكتاب الرقمي، وعن المكتبة الورقية بالمكتبة الافتراضية، إلى حد يمكن الحديث عن رقمنة الوجود الخاص والحميم للإنسان بواسطة الفيس بوك واليوتيوب. إننا أمام ثورة لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية، سمحت بانتقال المعلومة بسرعة الضوء، وبإحداث شبكات للاتصال تتحدى وسائل الاتصال الرسمية. يكرس الانترنت عزلة رواده ومستعمليه فالعزلة التفاعلية تنطوي على مفارقة هي نفسها المفارقة التي يكرسها الانترنت فهي تفيد شيئين متناقضين فهي من جهة تفاعل ومن جهة أخرى لا يفيد هذا التفاعل الذي يمنحه الانترنت في إخراج رواده من عزلتهم. إن الانترنت ولوج إلى العزلة التفاعلية حيث أصبح الأفراد في مجتمعات الاتصال متحررين من كثير من أشكال الإكراه، ولكنهم بالمقابل صاروا محاصرين في زواياهم المنعزلة وفقدوا حس الاتصال مع الآخرين، وتعترضهم صعوبات في عقد علائق اجتماعية ويمكن اعتبار الهوس شبه المرضي في الاتصال في المجتمعات الحديثة تعويضا عن العزلة المهولة التي يعيشونها. كلما زادت العزلة زادت الحاجة إلى الارتباط بالخط الهاتفي أو بالشبكة العنكبوتية. تفصح الفاقة العاطفية والعوز العلائقي والاجتماعي عن فراغ مهول لا يملؤه الاتصال فالاتصال لا يروي ظمأ التواصل. إن العزلة صنعت مجتمعات الاتصال المعاصرة من الأفراد ذرات معزولة، وساهمت في تفكيك العلاقات الاجتماعية، ولا أدل على ذلك من أن آلات الاتصال والإعلام الحديثة جعلت من كل فرد مناد بلا نوافذ، فالثمن الباهظ للحرية الليبرالية ثمن باهظ يبدأ بالعزلة الاجتماعية القاتلة وينتهي بالاستلاب الثقافي والنفسي. وهو ما سيتم تناوله في هذه الورقة البحثية التي تعنى بدراسة وتحليل التداعيات الاجتماعية، النفسية والثقافية التي تحملها الموجة العارمة للتواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية وذلك من خلال الإجابة على التساؤلين التاليين: ـ ما مدى قدرة مواقع التواصل الاجتماعي على رسم معالم نمط اجتماعي جديد؟ ـ ما هي أهم الانعكاسات الاجتماعية، النفسية والثقافية لمواقع التواصل الاجتماعي؟

People have become feel really comfortable not only for exchange more information and different kinds, but more openly with others, and that the social base is just something that has evolved over time "Thus Mark Zocarpej, founder of Facebook to communicate. Has always been associated with style civilization specific to a particular community, in a way that society continues but that the culture of that society stemming from the way they connect and communicate. With the accelerated pace of life had to be accelerated to cope with the communication, especially with the entry age of online communication community culture developed accordingly. Finally appears social networking natural progression of human civilization, and show a new culture with this kind of communication with your social dimension has facilitated communication between individuals and open them up new horizons to form their personalities and their social habits on the culture of social networking and communicating via the Internet So it was this culture positive and negative effects on the natures and cultures, and whether they wanted to happen impact or not, but the mere joining the networking site, they are joining implicitly to the culture of the site or the culture of e-society, which have become a part of it. Which will be addressed in this paper concerned with the study and analysis of the social implications carried by the tidal wave of social networking via the web and through answering the following questions: - To what extent the ability of social networking sites on shaping a new social pattern? - What is the most important social implications for social networking sites?