يهدف البحث إلى تسليط الضوء على أفكار علمية يمكن لها أن تُسهم في تجديد مناهج تحقيق النصوص، لا سيما وأن الخطط العلمية الخاصة بتحقيق النصوص تكاد تتفق على ترتيب معين لا تخالفه إلا نادراً، ويشمل هذا الترتيب في شقِّه الأول ترجمة المؤلِّفِ، ودراسة الكتاب، وما يتصل بهما من فصول ومباحث، ويتضمن في شِقِّه الثاني تحقيق النص المحقق، مع التقديم له بمقدمة، وختمه بخاتمة وفهارس. والحقُّ أن هذه المنهجية بما تتضمنه من جودة وإحكام لا يشترط أن تُعمَّم ويُكتفى بها، بل إن التجديد لا بد أن يكون له حضوره الذي يُعنى بتقديم مادة علمية مبتكرة، بحسب العلم الي أُلِّف فيه الكتاب، وبحسب ما تقتضيه طبيعة موضوع النص المحقق، بالإضافة إلى أثره في الحركة العلمية، وأثر مؤلِّفه كذلك. ومن أبرز معالم التجديد التي يناقشها البحث: أولاً: دراسة المخطوطات المنسوبة لمجاهيل. ثانياً: دراسة المخطوطات التي في نسبتها لمؤلِّفيها نظر،. ثالثاً: دراسة النواحي الفنية للمخطوطات، وتشمل تملكات المخطوطات وإجازاتها وأسانيدها وسماعاتها، والاستفادة منها في إثراء المعلومات المتعلقة بالأعلام محدودي التراجم،. كما تشمل أيضاً دراسة نوعية الخط، وتعدد الخطوط في المخطوط الواحد، وكيفية تقسيم الورقة، وتوصيف إطاراتها، وما تضمنته من علامات الترقيم والمقابلة والتصحيح، وألوان المداد، وغيرها من الأمور الفنية المتعلقة بالمخطوط. ويسعى البحث إلى لفت انتباه الباحثين للعناية بمئات المخطوطات المنسوبة لمجاهيل في المكتبات حول العالم دراسة وتحقيقاً وفهرسة، وأن تكون النسبة لمجهول سبباً في إقبال الباحثين على دراسة المخطوط وتحقيقه بدلاً من أن تكون سبباً لعزوفهم عنه. كما يتضمن البحث في خاتمته نتائج وتوصيات ومقترحات تتعلق بقضية التجديد في مناهج تحقيق النصوص، دون أن يتعارض ذلك مع المناهج الأصيلة والخطوط العريضة المعتبرة لما وضعه العلماء المتقدمون في علم التحقيق من أسس متينة وضوابط محكمة.