هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى إسهامات ابن تيمية في الفكر الإداري، وبعد البحث في رسالته "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية"، ورسالته "الحسبة" توصل الباحثون إلى الاستنتاجات التالية: حدد ابن تيمية أسس اختيار وتعيين الموارد البشرية، وكان يهدف من ذلك إلى الإصلاح الإداري، ويتضح هذا من خلال دعوته لإصلاح سياسة التوظيف، والتركيز على تولية الأصلح، وفي ذلك إرشاد لأصحاب القرار في المنظمات لما ينبغي عمله في ضوء توجيهات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة لإصلاح الإدارة في ذاتها. ويضيف مدخل ابن تيمية في اختيار الموارد البشرية بعدا نظريا مهما من الناحية الإدارية، كما أن وضع الترتيبات اللازمة لتطبيقه في المنظمات يضيف بعدا تطبيقيا جديدا لم يسبق لكثير من الباحثين الخوض فيه. إن نظام الحسبة على درجة عالية من الأهمية في تحقيق الرقابة؛ وقد أوضح ابن تيمية أن جميع وظائف الدولة في الإسلام تستهدف تحقيق الشريعة الإسلامية عن طريق الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ الأمر الذي يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بتدخل الدولة في الرقابة على سلوك الأفراد في مجالات معينة، وهذا يدل على وجود إسهامات لابن تيمية في الإصلاح الإداري من خلال التأكيد على دور الأجهزة الحكومية في الرقابة على سلوك الأفراد. وفي ضوء هذه الاستنتاجات تم صياغة مجموعة من التوصيات لتطبيق منهجية ابن تيمية في الإصلاح الإداري، والرقابة، واختيار الموارد البشرية في المنظمات المعاصرة.